في الستينيات كنت أزور الأسكندريه كثيرا خاصه ف فصل الشتاء وأجلس في مقاهي وسط المدينه مستمتعا بصحبه أصدقاء الطفوله كان يطوف بنا في هذه المقاهي رجل عجوز يرتدي بدله سهره سوداء قديمه ويحمل بيده عودا فيقف إلي مائدتنا لدقائق يعزف ويغني بصوت لا بأس به ثم ينصرف عنا شاكرا ما نهبه له من هبه صغيره..
وذات ليله تجاذبت معه اطراف الجديث وسألته عن أحلامه فإذا به يجبني بأن حلمه الوحيد أن يسافر إلي القاهره و يسمعها صوته وألحانه وفنه
ثم سرح ببصره بعيدا وهو يتأوه
كأنما يستغرف في حلم بعيد المنال!!
وغادرنا الرجل بعد قليل وأنا أتأمل حلمه "الكبير"
وأتعجب له والقاهره لا تبعد عن مدينته أكثر من مسيره ساعتين
ومع ذلك فقد تحدث عنه وكأنه حلم مستحيل!
لا بأس بذلك إذا لم يعوق الحلم تواصل الإنسان مع حياته و واقعه
فلكل إنسان دائما أحلامه التي قد يسعي لتحقيقها
أو يكتفي بتخيل عالمها الجميل
ولقد كان حلم بطل روايه "سوء تفاهم " لألبير كامي بعد أن حقق نجاحه و ثراءه أن يرجع إلي بلدته الصغيره التي هجرها في شبابه ليري أمه وأخته
و رجع بالفعل إلي بلدته
و أقام في الفندق الصغير المهجور الذي تملكه أسرته
فكانت مأساته أن قتلته أمه وأخته و هما لا تعرفان شخصيته
لكي تسرقاه!!
ما أكثر ما تمنيت ألا تضاعف الحياه من آلالمها للبشر حين تؤجل تحقيق الأحلام إلي اللحظه التي ينزل فيها ستار الختام
فلا يكاد الإنسان يسعد بتحقيق حلمه أخيرا حتي يتحسر علي العمر الذي ضاع فالكفاح
و لم يتح له أن يسعد بالراحه بعد العناء..
إذا ليس أقسي علي الإنسان من الأحلام المؤوده إلا الأحلام التي تتحقق بعد فوات الأوان..
فالأولي يخفف علي الإنسان إحباطه معها إستمرار الأمل في الغد الذي يتسع لكل شئ
أما الثانيه فإنه يضاعف من شقاء الإنسان بها حسرته علي أنها قد جاءت أخيرا
و هو يسمع لحن الختام
فكأنما كانت الرحله كلها
بلا راحه...
ولا سلوي
...ولا عزاء
ورغم ذلك كله فلابد للإنسان من أن يحلم دائما بغد أسعد وأجمل وأفضل
ولابد أن يتعلق دائما بالأمل في رحمه الله
و في أن ترق له الحياه ذات يوم وتسمح له بتحقيق الأحلام في الوقت المناسب وليس بعد فوات الأوان..
الحلم واحه جميله وسط الصحراء القاحله،
يستريح فيها الإنسان بعض الوقت من هجير الحياه
لكن القافله لا تتوقف في الواحه إلي النهايه..
وإنما لتلتقط أنفاسها فيها بعض الوقت
وتتزود بالماء والأمل والقوه
لتواصل السفر من جديد
وذات ليله تجاذبت معه اطراف الجديث وسألته عن أحلامه فإذا به يجبني بأن حلمه الوحيد أن يسافر إلي القاهره و يسمعها صوته وألحانه وفنه
ثم سرح ببصره بعيدا وهو يتأوه
كأنما يستغرف في حلم بعيد المنال!!
وغادرنا الرجل بعد قليل وأنا أتأمل حلمه "الكبير"
وأتعجب له والقاهره لا تبعد عن مدينته أكثر من مسيره ساعتين
ومع ذلك فقد تحدث عنه وكأنه حلم مستحيل!
لا بأس بذلك إذا لم يعوق الحلم تواصل الإنسان مع حياته و واقعه
فلكل إنسان دائما أحلامه التي قد يسعي لتحقيقها
أو يكتفي بتخيل عالمها الجميل
ولقد كان حلم بطل روايه "سوء تفاهم " لألبير كامي بعد أن حقق نجاحه و ثراءه أن يرجع إلي بلدته الصغيره التي هجرها في شبابه ليري أمه وأخته
و رجع بالفعل إلي بلدته
و أقام في الفندق الصغير المهجور الذي تملكه أسرته
فكانت مأساته أن قتلته أمه وأخته و هما لا تعرفان شخصيته
لكي تسرقاه!!
ما أكثر ما تمنيت ألا تضاعف الحياه من آلالمها للبشر حين تؤجل تحقيق الأحلام إلي اللحظه التي ينزل فيها ستار الختام
فلا يكاد الإنسان يسعد بتحقيق حلمه أخيرا حتي يتحسر علي العمر الذي ضاع فالكفاح
و لم يتح له أن يسعد بالراحه بعد العناء..
إذا ليس أقسي علي الإنسان من الأحلام المؤوده إلا الأحلام التي تتحقق بعد فوات الأوان..
فالأولي يخفف علي الإنسان إحباطه معها إستمرار الأمل في الغد الذي يتسع لكل شئ
أما الثانيه فإنه يضاعف من شقاء الإنسان بها حسرته علي أنها قد جاءت أخيرا
و هو يسمع لحن الختام
فكأنما كانت الرحله كلها
بلا راحه...
ولا سلوي
...ولا عزاء
ورغم ذلك كله فلابد للإنسان من أن يحلم دائما بغد أسعد وأجمل وأفضل
ولابد أن يتعلق دائما بالأمل في رحمه الله
و في أن ترق له الحياه ذات يوم وتسمح له بتحقيق الأحلام في الوقت المناسب وليس بعد فوات الأوان..
الحلم واحه جميله وسط الصحراء القاحله،
يستريح فيها الإنسان بعض الوقت من هجير الحياه
لكن القافله لا تتوقف في الواحه إلي النهايه..
وإنما لتلتقط أنفاسها فيها بعض الوقت
وتتزود بالماء والأمل والقوه
لتواصل السفر من جديد